قاموس الأحلام
بالإضافة إلى قاموس لأدق تفاسير الأحلام وأصحها
كيف تعبر رؤياك في ضوء القران والسنة
للشيخ خالد بن علي العنبري
::: مقدمة :::
إن كثرة صدق رؤيا المسلم علامة من علامات الساعة الصغرى كلنا يلمسها ، لما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة عن النبي أنه قال : " إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب " . ولعل الحكمة في ذلك أن المؤمن في آخر الزمان يكون غريبًا ، كما في الحديث الذي رواه مسلم " بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ " . فيقل أنس المؤمن ومعينه على الطاعة آنذاك ، فيكرم بالرؤيا الصادقة تبشيرًا وتثبيتًا على الصراط المستقيم . ومن ثم جاءت هذه السطور لتكشف للقارئ سبل التفسير وآدابه وكيفيته ، ويلحقها قاموس الرؤى والأحلام .
سبل التفسير وآدابه وكيفيته :::
1/ الرؤيا ثلاث :
أ/ رؤيا حسنة صالحة هي بشرى من الله ، وجزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة .
ب/ ورؤيا سيئة مكروهة هي أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم وليلتعب به في منامه .
ج/ ورؤيا مما يحدث المرء نفسه ، أو يهم به في يقظته فيراه في منامه ، ويدخل فيها ما يعتاده الرائي في اليقظة ، كمن عادته أن يأكل في وقت فنام فيه ، فرأى أنه يأكل ، أو بات طافحًا من أكل أو شرب ، فرأى أنه يتقيأ .
وما عدا ذلك أضغاث أحلام يعني الأحلام المختلطة الملتبسة ، ولا يصح تأويلها لاختلاطها وعدم التئامها على أًصول التعبير .
2/ إذا كانت الرؤيا حسنة صالحة استحب لرائيها أربعة أشياء :
أ/ أن يحمد الله تعالى عليها .
ب/ أن يستبشر بها .
ج/ أن يتحدث بها لمن يحب دون من يكره .
د/ أن يفسرها تفسيرًا حسنًا صحيحًا ، لأن الرؤيا تقع على ما تفسر به .
3/ إذا كانت سيئة مكروهة استحب لرائيها سبعة أشياء ، إن فعلها لن تضره إن شاء الله تعالى ، وهي :
أ/ الاستعاذة بالله من شرها .
ب/ الاستعاذة من الشيطان ثلاثًا
ج/ التفل عن اليسار ثلاثًا .
د/ التحول عن الجنب الذي كان نائمًا عليه .
هـ/ الصلاة .
و/ أن لا يحدث بها أحدًا .
ز/ ولا يفسرها لنفسه .
4/ أما كيف تفسر الرؤيا تفسيرًا صحيحًا ، فاتبع الخطوات التالية :
أ/ ضع يدك – من الرؤيا – على المهم منها ، أو الذي تراه يرمز إلى أمر من أمور الواقع ، أو ما تعلقت أمثاله ببشارة أو نذارة ، أو تنبيه أو منفعة في الدنيا أو في الآخرة ، واطرح ما سوى ذلك من الحشو والخلط والأمور التي لا تنتظم .
ب/ اجعل لكل ما وضعت عليه يدك من الرموز أو الأمور المهمة أصلاً من أصول التعبير المستنبطة بدلالة القرآن الكريم أو الحديث الشريف ، أو بدلالة المعنى والقياس والتشبيه ، أو الأسامي واشتقاق اللغة .
ج/ بعد أن عرضت رموز الرؤيا على الأصول ، وجعلت لكل رمز ( أو شيء مهم ) أصلاً صحيحًا ، قم بتجميع وتأليف هذه الأصول بعضها إلى بعض لتستخرج منه معنى مستقيمًا واضحًا .
د/ وإن وجدت الرؤيا تحتمل معنيين متضادين نظرت أيهما أولى بألفاظها ، وأقرب من أصولها ، فحملتها عليه .
هـ/ وربما ترى الرؤيا ويعود تأويلها إلى أخيك أو صديقك أو أحد أقاربك ، أو من له علاقة بك ، ويكون ذلك إذا كانت الرؤيا لا تليق بك معانيها ، ولا يمكن أن ينال مثلك موجبها ويكون صاحبها أحق منك .
و/ إذا رأيت رؤيا ، وكان في تأويلها عورة لمسلم قد سترها الله عليه ، فاستر عليه ، ولا تحكها ، ولا تسمِّه فيها إن ذكرتها ، فإنك إن فعلت ذلك اغتبت أخاك .
ز/ اعلم أن التأويل يختلف باختلاف أقدار الأشخاص وهيئاتهم فلكل إنسان تعبير يناسبه ، وتأويل يليق به ، فتكون لواحد رحمة ، وعلى الآخر عذابًا .
ح/ وربما رأى الصبي الصغير الشيء فكان لأحد أبويه ، والعبد فكان لسيده ، والمرأة فكان لبعلها أو أهل بيتها .