مقدمة فى فضائل الصحابة للشيخ محمد ابراهيم الحصرى

كتبه : محمد بن إبراهيم الحصري

الحمد لله وكفي وصلاة وسلاما علي عبادة الذين اصطفي لاسيما نبيه المصطفي وآله المستكملين الشرفاء .

ثم اما بعد : فإن من عقيدة أهل السنة والجماعة محبة أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم.

قال الامام الطحاوي رحمه الله

Ã ونحب أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرا من احد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ولا نذكرهم إلا بالخير وحبهم دين وايمان واحسان وبغضهم كفر ونفاق وعصيان) فهذا أمر مجمع عليه من عقيدة أهل السنة والجماعة الطائفة المنصورة إلي قيام الساعة في صحابة النبي صلي الله عليه وسلم . هؤلاء القوم الذين كانوا جيل فريدا من البشر اكتحلت اعينهم برؤية النبي صلي الله عليه وسلم وقاموا بحق الإسلام وجاهدوا وهاجر وصبروا علي الأذي وتحملوا في سبيل الله عز وجل الوان العذاب والاذي.

Ã فكان واجب علينا ان نتعرف علي فضائلهم وأن نتعلم سيرتهم وأن نسير علي دربهم وأن نقتفي آثارهم وان نهتدي بهديهم خاصة بعد تعديل الله لهم وتعديل رسول الله صلي الله عليه وسلم ورفع شائنهم فهم السادة وهم القادة هم الذين حملوا الوحيين وحضروا البيعتين وصلي اكثرهم إلي القبلتين الذين لا يطعن فيهم إلا منافق معلوم النفاق أو زنديق احترف الزندقة.

قال ابو زرعة الرازي: إذا رأيت الرجل ينتقض احد من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فاعلم انه زنديق ذلك ان الرسول حق والقرآن حق وما جاء به حق وإنما ادي الينا ذلك كله الصحابة وهم يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولي وهم زنادقة.

Ã فنحن في زمان تطاول فيه الاقزام اللئام علي صحابة النبي عليه الصلاة والسلام بل واتخذوا سب صحابة النبي صلي الله عليه وسلم دينا يتقربون به إلي الله وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

Ã فهؤلاء اقوام غلبت عليهم الشقاوة وتردوا بأردية الحماقة والغباوه ومرقوا من الدين، واتبعوا سبيل الملحدين وركبوا متن عمياء وخبطوا خبط عشواء فباء من الله بعظيم النكال ووقعوا في اهوية الوبال والضلال.

إن الروافضي شر من وطئ الحصي

من كل طائفة ومن إنسان

هؤلاء الشيعة الروافضي الذين يسبون صحابة النبي صلي الله عليه وسلم ليلا ونهارا سرا وجهرا.

Ã هؤلاء الذين يريدون ظلام الظلم نورا واتباع الحق ثبورا وسيصلون سعيرا ولا يجدون لهم من دون الله ولياء ولا نصيرا

لا تركنن إلـــي الروافضــــــي إنهم شتموا الصحابة دون ما برهاني

لعنوا كما بغضوا صحابة احمد وودادهــــم فرض علـــي الإنســــان

حب الصحابـة والقرابـــة سنــة القي بهـــــا ربـــــي إذا احيـانــــي

Ã فطوبي لمن احبهم وسلك سبيلهم وترضي عنهم ويا ويل من ابغضهم او ابغض بعضهم ، وذلك من علامات الخذلان ، وأما رأت الخيبة والخسران[center]فالحمد لله الذي عصمنا من هذه الورطة العظيمة ووفقنا بحب جملتهم إلي سلوك الطريقة المستقيمة

Ã فمن منطق الدفاع عنهم وحبهم وتوقيرهم نبين لك ايها القارئ الكريم شيئا فضائلهم وبعض ماثرهم وذلك من حقهم علينا بل هو واجب علينا في زمان اصبح فيه المعروف منكرا واصبح المنكر معروفا وتحكم الرويبضات وتكلموا في دين الله بغير علم وقدم الساقطين والساقطات والفنانين والفنانات علي أنهم القدوة والاسوة.

نقدم لك هذه السلسة المباركة بعنوان ( ماذا تعلم عن الصحابة )

لا بد لك ان تعلم سيرتهم وان تتعلم منها وان يكون لك فيهم اسوة حسنة وقدرة طيبة

من هو الصحابي: الصحابي هو من لقي رسول الله صلي الله عليه وسلم مؤمنا به ومات علي الإسلام

والصحابة كلهم عدول

قال الامام كثير رحمة الله: والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة

بعض فضائل الصحابة في الكتاب والسنة

ولقد زكي الله صحابة النبي صلي الله عليه وسلم في كتابة ، وزكاهم النبي صلي الله عليه وسلم في سنته.

فهم الذين قال الله في حقهم ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) " الاحزاب : 23 "

وقال الله عز وجل فيهم ( لقد رضي الله عن المؤمنين أذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم واثابهم فتحا قريبا ) " الفتح : 18 "

وقال تعالي ( والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسن رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم) " التوبة : 100

وزكاهم عز وجل بقوله ( محمد رسول الله والذين معه اشداء علي الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كمثل زرع اخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوي علي سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما) الفتح : 29 )

فهذه بعض فضائلهم في القرآن

أما في السنة: ففي الصحيحين من حديثة عمران بن الحصين رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( خير امتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) وفي رواية ( خير الله الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )

عن ابي بريدة عن ابيه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم

( النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتي السماء وما توعد وأنا أمنه لأصحابي فإذا ذهبت أتي اصحابي ما يوعدون واصحابي امنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي اتي امتي ما يوعدون) رواه مسلم

وجعل النبي صلي الله عليه وسلم حبهم من علامات الايمان وبغضهم من علامات النفاق ففي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم قال.

( أية الايمان حب الانصار وأية النفاق بغض الانصار )

واخرج مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم قال

( لا يبغض الانصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر )

وقال النبي صلي الله عليه وسلم ( لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة )

وكانوا أربع عشرة مائة في صلح الحديبية " رواه الترمذي "

E وشهد لأهل بدر بالجنة

قال صلي الله عليه وسلم (لعل الله اطلع علي اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)

متفق عليه

E وكانوا ثلاثـمائة وتسعة عشر

E وشهد لبعضهم بالجنة كما في حديث العشرة المبشرون بالجنة

عن سعيد بن زيد رضي الله عنه : أن الرسول الله صلي الله عليه وسلم قال ( عشرة في الجنة أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعلي وعثمان في الجنة وطلحة وعبد الرحمن وابو عبيدة وسعد بن ابي وقاص ) قال عبد الرحمن بن الاخنس . فعد هؤلاء التسعة وسكت عن العاشر فقال القوم : ننشدك الله يا أبا الاعور من العاشر ؟ قال نشدتموني بالله ابو الاعور في الجنة)

رواه ابو داود والترمذي وصححه الالباني

تحذير النبي صلي الله عليه وسلم من سب الصحابة رضي الله عنهم

Ãونحن نبين هنا نهي النبي صلي الله عليه وسلم عن سب الصحابة رضي الله عنهم وحكم هؤلاء الطاعنين عند أهل العلم ، بل ومن كلام النبي صلي الله عليه وسلم

(والجزاء من جنس العمل).

ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه وسلم ( لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفة )

E فهذا نهي صريح من النبي صلي الله عليه وسلم عن سب الصحابة رضي الله عنهم

( الجزاء من جنس العمل )

روي الطبراني من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال ( لعن الله من سب اصحابي) حسنة الالباني في صحيح الجامع (5111)

روي الطبراني من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلي الله عليه وسلم ( من سب اصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين )

حسنة الالباني في صحيح الجامع (6285)

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : لا تسبوا اصحاب محمد صلي الله عليه وسلم فلمقام احدهم ساعة خير من عمل احدكم عمره.

قيل لعائشة رضي الله عنها " إن ناسا يتناولون أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم حتى أبا بكر وعمر ، فقالت وما تعجبون من هذا ، انقطع عنهم العمل فاراد الله الا ينقطع عنهم الأجر.

حكم من سب الصحابة عند أهل العلم

( فأما من سب عائشة رضي الله عنها فقال القاضي ابو يعلي: من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف وقد حكي الاجماع علي هذا غير واحد وصرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم.

E وأما من سب غير عائشة من ازواجه صلي الله عليه وسلم فهو كسب عائشة رضي الله عنها وهذا اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية

واما سب الصحابة رضي الله عنهم ففيه تفاصيل والجمهور علي تعزيز من سب الصحابة وقال بعض اهل العلم بكفر من سب الصحابة رضي الله عنهم ( والله اعلم )

قال الطبراني : فالسعيد من تولي جملتهم ، ولم يفرق بين احد منهم واهتدي بهديهم وتمسك بحبلهم والشقي من تعرض للخوض فيما شجر بينهم واقتحم خطر التفريق بينهم واتبع نفسه هوائها في سب احد منهم "

فلله الحمد والمنة ان اعاذنا من ذلك ونساله دوام نعمته وتمامها امين

والحمد لله رب العالمين

كتبه

محمد بن إبراهيم

عفا الله عنه

الدرس اضغط على الرابط التالى

http://www.herosh.com/download/3590455/____.____.__._______.18-5-2010.doc.html

بااااااااااااااااااااااارك الله فيك وجعله فى ميزان حسناتك