الكـرسي [ قصه قصيره ]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بينما كنت اتجول في أحد المنتديات القريبه لقلبي
لفت نظري هذه القصه الجميله والتي هي بقلم أخي العراب من ذوي الأعاقه
فستأذنه في نقلها ووافق على نقلها
اسئل الله ان يوفقه ويجزيه عنا خير الجزاء

الكرسي
بدأ الظلام يحل وينسج خيوطه المضلمة في السماء وهدأت أصوات الامواج التي تنبعث من الشاطئ قوية و صلبة و تبدأ بالانكسار شيئا فشيئا و كالعاده كان سمير متوقف في الشاطئ في وقت متأخر من الليل جالس في ذلك الليل الموحش الاسود وقلبه كله هم وأحزان واعتقاده بان البحر فارغ هموم الناس كان سمير يخاطب نفسه في ذلك الليل ويقول : ربما أنت أيها الصديق سبب تعاستي في الحياة وسبب إكتئابي من العيش ربما أنت الذي جعلت كل أصحابي ينسونني أنظر الي الان هل منظري يسرك أنا لا أحب العيش هكذا لا صاحب ولا زائر لا صديق ولا ونيس هل تشفق علي الان بعد الحادث هل يرثي لك حالي وأنا في الخامسه والعشرين من العمر من دون عمل ربما القدر هو الذي جمعنا وهو الوحيد الذي يستطيع أن يفرقنا , وبينما هو يكمل حديثه مع نفسه وإذ بصوت غريب يصدر من البحر وبدأ البحر بالهيجان حتى أنبثق ضوء أبيض لامع يشرح الصدر ويبعث في النفس البهجة وفجأتا تشكل ذلك الضوء اللامع على هيئة بشر كان ذلك الانسان ضخما أسود الشعر طويل اللحية خفيف السمرة جميل المظهر بدأ يتحدث ويخاطب سمير بصوت كخرير الماء ويقول : لاتحزن يابني فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس وإن الانسان بدون أمل كالشجرة التي لا تثمرفعندما يفقد الانسان الصبر يصبح كالزهرةالتي فقدت شذاها الجميل وأصبحت مظهر فقط لا فائدة منه وأعلم يابني أن لا نجاح من دون فشل في المرة الاولى ولا تجربة من دون عسر لذا أذهب عنك هذا اليأس المرادف لك وعش في الحياة مثل الطائر حرا من دون سجن وبعد ذلك خلق كائن أخر جاء من كبد البحر وكأن روح المخلوق الاول أنقسمت لتعطي الروح الثانية للكائن الاخر كان باسم الوجه شبيه الاول لكنه تميز بإبتسامته الرقيقه الجميلة وقد خرج من كبد البحر ليفرغ هم سمير وقال له بصوت غريب يشبه صوت الرعد : إخلع عبائتك السوداء يابني وصبر عن بلواك وكن متحملا لنكبات الحياه لتعيش حياتك راضيا بما قسم الله لك من نعم ورتدي عباة بيضاء تساعدك في تطوير حياتك وتجعلك مؤمنا بالله عز وجل وسرعان ما إختفى الكائنان وراء الضباب الابيض في عمق البحر الواسع الكبير إبتسم سمير تعجبا مما رأى ورحل هو الاخر في جمح ذلك الليل وراء تلك التلال البعيده ليبدل حياته و يغير نصيبه في هذه الحياة بإرادته القوية ونفسه الزكية و بصيرته الثاقبه ويعيش حياته مع كرسيه المتحرك ...

من تـاليفي : الـ ع ـراب

اتمنى ان تروق لكم مثلما راقت لي
كل الود لكم
حفظكم الله ورعاكم